الحمد
لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على افضل الخلق وخاتم المرسلين ، سيدنا محمد
وعلى
آله
وصحبه أجمعين وبعد .
لقد
بين المولى عز وجل الغاية من خلق الإنسان فقال تعالى :( وما خلقت الإنس والجن إلا
ليعبدون ) الذاريات :٥٦.
والعبادة
تقتضي التوحيد الذي هو أصل الإيمان بالله .
والإيمان
لغة: التصديق واصطلاحاً: قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان وهو الاعتقاد
الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه وأنه الخالق الرازق المحي المميت وإنه المستحق
لأن يفرد بالعبادة والذل والخضوع وجميع أنواع العبادة وأنه المتصف بصفات الكمال
المنزه عن كل عيب ونقص.
اما
عن أركانة فهي ستة أركان ،فكما ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم أن
جبريل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم على شكل رجل لايعرفه أحد من الصحابةِ فجلس
إليه حتى أسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع يديه على فخذيه وقال : يامحد أخبرني ما
الإيمان قال : الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر
خيره وشره. فقال له جبريل : صدقت.
إذا
فأركان الإيمان ستة هي :
1-الإيمان
بالله .
2-الإيمان
بالملائكة .
3-الإيمان
بالكتب السماوية المنزلة على انبياء الله.
4-الإيمان
برسل الله عليهم وعلى نبينا افضل الصلاة والسلام .
5-الإيمان
باليوم الاخر .
6- الإيمان
بالقدر خيره وشره حلوه ومره.
والراجح
عند أهل السنة والجماعة أن الإيمان يزيد وينقص ، يزيد بالطاعة ، وينقص بالمعصية . واستدلوا
بادلة كثيرة منها :
ومما
سبق من ادلة استدل أهل السنة والجماعة على زيادة الإيمان ونقصانه وذكروا بعضا من
الأعمال تؤدي إلى زيادة الإيمان منها المحافظة على الصلاة، وكثرة الاستغفار والتوبة
وذكر الله تعالى ، والمحافظة على فضائل الاعمال.
وبمشيئة
الله عز وجل سوف نفصل القول حول أركان الإيمان الستة ، نسأل المولى عز وجل ان يشرح
صدورنا وأن يغفر ذنوبنا ويثبت اقدامنا إنه ولي ذلك والقادر عليه.