لا تجعلي من نفسك عصفور منكسر وحبيس قفص الفكر
المريض. هذه ليست دعوة للعنوسة....ولكنها دعوة للاختيار الصحيح....ودعوة للحياة
بدون ألم, وتعب. وبدون إحساس بالنقص والعجز. بل هي دعوة لممارسة الحياة بشكل طبيعي..
وبحماس وقوة وعطاء. كل بنت وفتاة لم تتزوج عليها السعي لتحقيق أحلامها ولا تجعل
تحقيق الحلم بالزواج فقط. وحددي لنفسك هدف كعلامات الطريق للمسافر محاولة الوصول
له. وكلما وصلتي للهدف ازدادي حماساَ للوصول إلي الهدف الذي يليه, وكوني علي يقين
أن الله لم يخلقنا ليشقينا وإنما أحسني الظن بالله وكوني متصبرة ولست زاجرة
ومتشككة في عطاء الله. ولا تجعلي مما يرتكبه الآخرون في حقك يورثك الاكتئاب وتضلي
الطريق. وتستسلمي للقنوط. واعلمي أن السعادة استعداد شخصي وداخلي لتقبل الحياة
والتأقلم معها لكي تعفي نفسك من تجارب فاشلة ومؤلمة وتعيسة. لان الإنسان لا يتعلم
إلا بالثمن الغالي من أيام وسنيين ضاعت في البحث والجري وراء إرضاء الناس.
لم أكن أعتقد وأنا أكتب تلك السطور أن أشعر
بمرارة كبيرة تخترق أعماقي. وتحرق عروقي. شعرت ما مدي الصعوبات التي تواجه بناتنا
التي لم تتزوج بعد من نظرة المجتمع. ونظرة الناس المحيطين بهم. والضغوطات من
الأمهات.والذي دعاني للكتابة..شعوري بمعاناة بناتنا وأنهم محاصرين خارجيا ومخترقين
داخليا ومهددين بخنجر مسموم يخترق صدورهم. وفي كل لحظة نُسمعهن كلمات جارحات. ونشفق
عليهن. ونشعرهن أنهن محرومات من أعظم حق هو حق الزواج.
ويؤسفني ما أسمعه واراه من بعض
الأمهات. مما جعل الكثير من الأمهات يلجئن إلي الشعوذة.
تهرول الأم وسريعا بابنتها للبحث عن
الشيخ الذي يحل مشكلتها معتقدة إنه الحل المثالي. وتسعي تلك الفتاة المتعلمة وترضخ
لهذا الفكر المريض وتنزل لمستوى الجهل. والسبب نظرات المحيطين بها. بل الأكثر
إيلاما رضوخ بعض البنات للزواج غير متكافئ أحياناَ لمجرد الفوز بلقب متزوجة
والفرار من لقب عانس. تتزوج وهي المتعلمة من زوج غير متعلم وتخضع للقهر لمجرد
الهروب. ونجد أحيانا بنات تقرر إنهاء حياتها بالموت حتى تهرب من أعين الناس
وألسنتهم, ومعايرتهم بتأخرها في الزواج وكأنها هي السبب في ذلك. والأكثر أن هناك
أمهات يصرون علي عدم إكمال بناتهم للتعليم والسبب عزوف بعض الشباب عن الزواج من
البنات المتعلمات فتخشى الأم على ابنتها فتضغط عليها لخوفها أن يصيبها نفس مصير
كثيرات من البنات. كل ما يحيط بناتنا شيء صادم من أفعال وأقوال, وأفكار. كل هذا
واجب تغيره ولابد أن يغير المجتمع أفكاره ونظرته في المرأة التي لم تتزوج أنها
إنسانة ناقصة. وأنها غير صالحة للعطاء. وفكرها عطب. ونفسها مريضة.
هذا هُراء الفتاة التي لم تتزوج هذا
نصيب وقدر الله إليها.... والواجب منها أن تسعد وتعمل وتسير بطريق العطاء ولا تجعل
عدم الزواج يلتهم حياتها ويقضي على روحها ويحطم شعورها ويتسرب القلق والخوف وتقرر
الدخول بعزلة والهروب. وتركب قطار اليأس. ويخيم على روحها الكآبة و الحزن.
يا فتيات لا تتوقفن عند هذا المحطة
كثيرا سيروا واركبوا القطار المناسب لكم كل فتاة تركب بقطار يناسب إمكانياتها في
العطاء هناك أنواع من القطارات غير قطار الزواج( العمل الخيري/ تبني أفكار والسعي
لتحقيقها/.............).
أخيرا....... لا تجعلوا عدم الزواج
مصيبة وعار يلبس كل فتاة وشبح مُحيط بها. إن الأسباب الصغيرة جداَ يمكن أن يكون
لها نتائج مرعبة. فتأخر الزواج لو لم يتأقلم الشخص معه سيكون كارثة وعواقبه وخيمة.
يا عصافير لا تنكسروا. و طيروا
وحلقوا فوق كل الظروف وكل العواقب وكل المحن. ولا تجلسوا داخل قفص الندامة علي ما
فات.
وغردوا ونظموا أبيات من الفرح
والسعادة. وتذكروا ما منعه الله عنكم هو خيـــــــر لكم.
0 تعليقات