مدير التحرير

header ads

الصراع في سوريا بين السنة و الشيعة .. خلاف على هوية الوطن و استحضار للتاريخ الدامي

كتب عبدالنبى النادى

 

قامت الثورة السورية على اساس وطني في بدايتها و كان اول هتافاتها واحد واحد واحد الشعب السوري واحد و رفعوا شعارات تطالب بالحرية و العدالة الى ان بدأ تدخل حزب الله اللبناني في الصراع ثم تلاه وصول ميليشيات طائفية عراقية و قوات ايرانية و ميليشات افغانية و باكستانية ترفع شعارات مستفزة للمكون الاكبر من الشعب السوري الا و هو المكون السني و تنعتهم احيانا بأحفاد بني أمية و احفاد اليزيد و استبدلوا علم سورية براية يا حسين و زاد الحقد الطائفي عندنا رفعوا هذه الراية على مساجد اهل السنة في مدينة القصير و رفعوا الاذان الشيعي احيانا كنوع من الاستفزاز .. و حاول نظام الاسد التستر على هذه الميليشيات في اعلامه تحت اسم القوات الرديفة و هي عبارة فضفاضة نوعا ما و لكن الانفجار الطائفي حدث.

 

يبتعد اعلام نظام الاسد عن ذكر المسميات الشيعية للميليشيات التي تقاتل معه تجنبا لاثارة حزازات في قواته حيث ما زال الكثير من اهل السنة يقاتلون معه تحت شعارات و طنية او قومية احيانا كما هو حال جيش التحرير الفلسطيني المكون من اللاجئيين الفلسطينيين على الاراضي السورية بل و خرج علينا ممثل ك احمد زيدان على صفحات النظام ليطالب بتغيير اسماء الشوارع و الاحياء المرتبطة بالتاريخ العثماني الى اسماء فارسية امعانا في التملق للغزاة الجدد.

 

حتى من الجانب الاخر اي السني فكثير من الدول السنية تدخلت لنصرتهم تحت عناوين مختلفة و مطامع متباينة و كان لحكومة قطر دور في دعم الحركات السنية المتطرفة كجبهة النصرة و التي خص زعيمها ابو محمد الجولاني قناتها الجزيرة بمقابلاته و تدخلت حكومة الدوحة في اكثر من قضية كانت النصرة طرفا فيها ليتضح نفوذ قطر في هذا الفصيل الدخيل على الشعب السوري و اهداف ثورته.

 

تسللت الكثير من الجماعات السنية المتطرفة عبر الحدود خاصة التركية لترسوا في المناطق المحررة من نظام الاسد و بدأت ببث سمومها الطائفية التي شوهت الثورة و اهدافها و جعلتها حرب طائفة ضد اخرى و مذهب ضد الاخر خاصة عندما استبدلت عبارة نظام الاسد ب النظام النصيري و لغت اسم سورية من الخريطة لتستبدله بالشام و الغت الجنسية السورية ليصبح السوري هو الانصاري و الأجنبي هو المهاجر و تجلت الكارثة بظهور تنظيم الدولة الاسلامية الذي حارب كل من خالفه الرأي حتى من المتطرفين امثاله كتنظيم القاعدة.

 

جنحت العديد من الفصائل الثورية نحو التطرف بعد التدخل الايراني و حلفائه و ظنت ان النزعة الطائفية ستسحق نظام الاسد و حلفائه عبر تجييش السنة في كل دول العالم و فعلا تم تجنيد آلاف الاجانب في صفوف الفصائل السلفية السنية و الذين كان لهم دور سيء في الثورة و تحويلها عن اهدافها ليقرر التحالف الدولي غزو الكثير من المناطق السورية تحت عنوان تحريرها من الارهاب و تقع هذه الفصائل في الفخ الذي نصبه نظام الاسد لهم عبر إخلاء سبيل الكثير من المتطرفين من السجون اول الثورة ليتجمع الثوار حولهم عوضا عن الجيش الحر صاحب الراية الوطنية و المدعوم من كثير من الدول الصديقة للثورة.

 

كان للمخابرات الايرانية الدور البارز في تجنيد المقاتلين في الميليشيات الشيعية الطائفية خاصة من اللاجئيين الأفغان و الباكستانيين في مخيمات ايران و متطوعين ايرانيين عدا القوات الايرانية الرسمية و استغلت المخابرات الايرانية فقر هؤلاء تارة لتغريهم بالمال و وعود بالجنسية الايرانية و تارة اخرى عبر الحشد الطائفي و استحضار التاريخ و ايهام هؤلاء المقاتلين انهم خرجوا ليثأروا من أحفاد قتلة الحسين الذين يناصبون آل البيت العداء.

 

حتى اسماء الفصائل كانت ذات طابع طائفي فمن جانب نظام الاسد هناك لواء ابو الفضل العباس و لواء الباقر و لواء فاطميون و حركة النجباء .. و من جانب المعارضة هناك : لواء أسود السنة و أنصار السنة و لواء احفاد الصديق و احفاد عمر بن الخطاب و هكذا لتطفو الطائفية و تتجلى اكثر فأكثر خاصة بعد سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية على اغلب مدن السنة في العراق و اعلانه ان يستعد لغزو النجف و بغداد و تدمير مدن و اضرحة الشيعة لتقوم الحكومة العراقية و حليفتها ايران بالتجييش المضاد و تستعر المنطقة بلهيب الطائفية أكثر و أكثر.

إرسال تعليق

0 تعليقات